قد يتساءل الكثير من مرضى السكري: لماذا لا ينخفض مستوى السكر في الدم رغم استخدام الأنسولين بانتظام؟ هذا الأمر يثير القلق والحيرة، خصوصًا عند مواجهة قراءات مرتفعة دون سبب واضح. في الحقيقة، هناك عدة عوامل قد تؤثر على فعالية الأنسولين في الجسم وتعيق السيطرة على مستويات السكر.
هل لمكان حقن الأنسولين تأثير على ضبط السكر؟
استخدام نفس موقع الحقن بشكل متكرر قد يؤدي إلى ظهور تكتلات دهنية تحت الجلد تُعرف بـ”فرط النمو الدهني”. هذه التغيرات تعيق امتصاص الأنسولين وتجعل مفعوله غير منتظم، مما قد يؤدي إما إلى ارتفاع السكر أو انخفاضه المفاجئ. لتجنب ذلك، يجب تغيير أماكن الحقن بانتظام بين البطن، الذراعين، الفخذين، والأرداف، مع العلم أن الامتصاص يكون أسرع في البطن وأبطأ في الأرداف.
هل طريقة الحقن الصحيحة تؤثر على فاعلية الأنسولين؟
تقنية الحقن غير السليمة تؤدي إلى مشاكل عديدة، مثل استخدام إبرة أطول من 4 ملم فتدخل إلى العضلة بدلاً من الطبقة الدهنية، أو سحب الإبرة بسرعة قبل اكتمال الجرعة. كما أن عدم رجّ الأنسولين العكر جيدًا، أو إعادة استخدام الإبرة أكثر من مرة، يقلل من فعالية الدواء, لذلك عدم استخدام الانواع المناسبة من الانسولين لك، لذلك، ينصح بالالتزام بتقنية صحيحة والحرص على اختبار عمل القلم قبل كل حقنة.
ما أسباب خلل مضخة الأنسولين وارتفاع السكر؟
قد يحدث انسداد في المضخة بسبب التواء الأنبوب أو انثناء الكانيولا أو ترسب بلورات داخل الأنسولين. كما أن دخول فقاعات الهواء إلى الأنبوب يمنع وصول الجرعة كاملة. إضافةً إلى ذلك، قد ينفصل موقع الحقن بسبب التعرق أو ضعف اللاصق. لذلك، يجب فحص المضخة بانتظام، التأكد من خلوها من الفقاعات، واستخدام الأنسولين في درجة حرارة الغرفة.
هل يمكن أن يفقد الأنسولين فاعليته؟
استخدام الأنسولين بعد انتهاء صلاحيته أو تعرضه لحرارة أو برودة شديدة يجعله أقل فعالية. الأنسولين التالف قد يتغير لونه أو يصبح عكراً وحبيبيًا. لذلك يجب حفظه في الثلاجة بعيدًا عن التجميد، واستخدام حافظات تبريد عند السفر أو في الأجواء الحارة.
ما دور الغذاء والدواء والحالة الصحية في مقاومة الأنسولين؟
عدم التوازن بين جرعة الأنسولين وكمية الكربوهيدرات المتناولة يؤدي إلى خلل في مستوى السكر. كذلك، تغيّر النظام الغذائي، ممارسة الرياضة بشكل غير منتظم، أو التعرّض للتوتر النفسي كلها عوامل ترفع السكر. بعض الأدوية مثل الكورتيزون، مضادات الاكتئاب، وأدوية الضغط قد ترفع مستويات الجلوكوز. إضافة إلى ذلك، الإصابة بالعدوى أو أمراض أخرى قد تزيد مقاومة الجسم للأنسولين، مما يتطلب تعديل الجرعة ومراقبة السكر عن قرب.
كيف يؤثر المرض أو الضغوط النفسية على السكر؟
أثناء المرض أو عند التوتر يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما يجعل الأنسولين أقل فعالية ويرفع السكر. لذلك يُنصح بعدم إيقاف الأنسولين أثناء المرض، الإكثار من شرب السوائل، ومراقبة الكيتونات. أما في حالات التوتر المستمر، فيجب طلب الدعم النفسي أو استشارة الفريق الطبي لتفادي المضاعفات.
وفي الختام، يمكن القول إن عدم انخفاض السكر مع الأنسولين لا يعني بالضرورة أن العلاج غير مناسب، بل قد يكون مرتبطًا بعوامل مثل موقع الحقن، طريقة الاستخدام، جودة الأنسولين، أو تأثير الغذاء والأدوية والحالة الصحية. الفحص المنتظم، الالتزام بتعليمات الطبيب، والمتابعة المستمرة تمثل أفضل طرق لضبط مستوى السكر وتجنب مضاعفاته.
إذا ترغب في معلومات اكثر، يمكنك متابعة صفحات الدكتور ناهض كامل الزبيدي – طبيب استشاري امراض الدم وعلاج السكري على الفيسبوك، الانستغرام، التيك توك و اليوتيوب