عندما تستعمل دواء السكري اماريل، قد يتبادر إلى ذهنك تساؤلات عديدة لعل أهمها هو، هل اماريل يضر البنكرياس؟ هذا السؤال يحمل في طياته قلقًا مشروعًا، ولكنني هنا لأقدم لك إجابات علمية دقيقة، لتزيل أي مخاوف وتمنحك راحة البال، وتجعلك أكثر وعيًا بصحتك.
ما هو دواء أماريل؟
دواء أماريل (Amaryl والاسم العلمي Glimepiride)، هو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، نظرًا لاحتوائه على المادة الفعالة جلوكوزايميد. ينتمي الى مجموعة أدوية السلفونيل يوريا. يعمل الدواء على تحفيز إفراز الأنسولين من قبل خلايا بيتا في البنكرياس، مما يزيد من كمية الانسولين داخل الجسم، ويبدأ مفعول الدواء في غضون ساعة من تناول الجرعة، ويستمر تأثيرها مدة يوم كامل.
هل اماريل يضر البنكرياس؟
يعمل دواء أماريل على تحفيز خلايا بيتا في البنكرياس لإفراز الأنسولين، ويُعد هذا التحفيز فعالًا وامنا على المدى القصير. أما مع الاستخدام الطويل، فقد يؤدي إلى إرهاق وظيفي تدريجي لتلك الخلايا وارتفاع تدريجي بمستويات السكر على الرغم من الالتزام بالعلاج والنظام الغذائي، واخيرا يتفاجا المريض بتوقف العلاج عن العمل وارتفاع كبير في مستويات السكر في الدم, وهذا أمر شائع في مسار تطور مرض السكري وليس خاصًا بدواء الأماريل وحده.
لماذا يتوقف الأماريل عن العمل بعد فترة من استخدامه؟
يبدأ الاماريل بالعمل بشكل فعال في البداية لتحفيز خلايا بيتا في البنكرياس على إفراز الأنسولين، إلا أن مع تقدم مرض السكري من النوع الثاني تدريجيًا، يفقد الدواء تاثيره ويتوقف عن العمل، هذا يُعرف بالفشل الثانوي (Secondary Failure).
أن دواء أماريل لا يُتلف البنكرياس بشكل مباشر، ولكن استعمال الدواء لفترات طويلة يعمل على إجهاد خلايا بيتا لإنتاج المزيد من الأنسولين، ومع مرور الزمن يؤدي ذلك إلى فقدان خلايا بيتا قدرتها تدريجيا (Beta Cell Burnout)، ووبالتالي تقل استجابة الجسم للدواء تدريجيًا حتى يصبح تأثيره غير كافٍ بمرور السنين حتى لو تم الالتزام بالعلاج.
تُقدر نسبة فقدان خلايا بيتا لقدرتها بين 5-10% من خلايا البنكرياس سنويًا. هذا التأثير لا يعني أن الدواء غير آمن، بل هو متوقع في سياق تطور المرض، ويُتابعه الطبيب ويقوم بتعديله حسب الحاجة لضمان أفضل سيطرة ممكنة على السكر في الدم.
ما هي العوامل التي تؤثر على عمل الاماريل؟
بالإضافة إلى فقدان خلايا بيتا قدرتها تدريجيا، هناك عوامل سريرية وشخصية قد تؤثر على فعالية الأماريل مثل:
- مستويات السكر المرتفعة في بداية تشخيص المرض وعدم التزام المريض بشكل جيد في أول سنة تزيد من احتمال الفشل المبكر لخلايا بيتا.
- عوامل مثل ارتفاع الوزن، الوراثة، ومقاومة الأنسولين، وعوامل الجينات مثل طفرات CYP2C9 تؤثر في مدى كفاءة الدواء وقد تؤدي إلى فشل مبكر.
- تغيير النظام الغذائي، ضعف النشاط البدني، التعرض للتوتر أو المرض، أو تناول أدوية مثل الستيرويدات، قد يرفع مستويات الجلوكوز وبالتالي يقلل من فعالية الدواء مع الوقت.
ما هي الآثار الجانبية لدواء أماريل؟
من أبرز الآثار الجانبية لدواء السكري أماريل أنه يسبب هبوط نسبة السكر في الدم، لذلك على المريض والأفراد المحيطين به مراقبة أعراض هبوط السكر.
وفي الختام، هل دواء اماريل يرهق البنكرياس؟ الإجابة العلمية الدقيقة هي أن الأماريل لا يتسبب في تلف مباشر للبنكرياس، لكنه قد يؤدي مع الاستخدام طويل الأمد إلى إرهاق خلايا بيتا نتيجة التحفيز المستمر وبالتالي يتطلب تعديل العلاج مع الوقت. تذكّر أن نجاح العلاج يعتمد على المتابعة المستمرة مع الطبيب، واتباع نمط حياة صحي ومتوازن.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد من المعلومات، تابع صفحات الدكتور ناهض كامل الزبيدي – طبيب استشاري امراض الدم وعلاج السكري على الفيسبوك، يوتيوب، إنستغرام وتيك توك.