تخطى إلى المحتوى
DoctorNahidh / هل الحمص يرفع السكر وهل له فوائد لمرضى السكر

هل الحمص يرفع السكر وهل له فوائد لمرضى السكر

تعتبر البقوليات من الأطعمة الأساسية في العديد من الثقافات حول العالم، ومن بين هذه البقوليات يبرز الحمص كواحد من أكثر البقوليات استهلاكاً في الوجبات الشرقية والغربية. ومع ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري، يطرح العديد من الأشخاص السؤال المحير: هل الحمص يرفع السكر في الدم؟ وما هي فوائد الحمص لمرضى السكر وما هي الأضرار المحتملة؟

ما هو الحمص؟ وما هي القيم الغذائية للحمص؟

يعد الحمص من البقوليات التي تنتمي إلى عائلة البازلاء، ويزرع في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في الشرق الأوسط والهند والبحر المتوسط. حيث يحتوي الحمص على:

  • البروتين: يعتبر الحمص مصدرًا جيدًا للبروتين النباتي. يحتوي على حوالي 7 غرامات من البروتين في كل ربع كوب من الحمص المطبوخ (وزن ربع الكوب من الحمص يتراوح من 45 الى 55 غم).
  • الألياف: يحتوي الحمص على كمية عالية من الألياف، حوالي 6 غرامات في كل ربع كوب من الحمص المطبوخ. تعمل الألياف على تحسين هضم الطعام، وتساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول.
  • الكربوهيدرات: يحتوي الحمص على كمية معتدلة من الكربوهيدرات، حوالي 30 غرامًا في كل ربع كوب من الحمص المطبوخ. هذا يعتبر معدل مناسب لمرضى السكري، حيث لا يتسب في ارتفاع حاد في مستويات السكر في الدم.
  • الفيتامينات والمعادن: يحتوي الحمص على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن المهمة، مثل فيتامين C وفيتامين B6 والحديد والمغنيسيوم.

هل الحمص يرفع السكر؟ و هل الحمص من النشويات؟

إن تناول الحمص لا يتسبب بارتفاع سريع في مستوى السكر والأنسولين. وهذا يعود الى كون الحمص من النشويات المعقدة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض، حيث ان المؤشر الجلايسيمي للحمص الحبوب يساوي 28 وبالنسبة للحمص التغميس يساوي 15. مما يعني أن تناول الحمص يتسبب بارتفاع بطئ في مستوى السكر والأنسولين ويساعد على الحفاظ على استقرارهما. وهذا يرجع إلى أن الحمص يحتوي على نوع من النشا يسمى نشا الأميلوز، وهو نوع من النشا البطيء الهضم والامتصاص، مما يؤخر ارتفاع الجلوكوز في الدم.

ما هي فوائد الحمص لمرضى السكر؟

أن الحمص يمتلك فوائد عديدة لمرضى السكر اهمها:

  • مراقبة مستوى السكر في الدم: أن تناول الحمص يساعد في السيطرة على مستوى السكر في الدم، نتيجة لارتفاع نسبة الألياف والبروتينات النباتية الطويلة الأمد فيه. مما يقلل سرعة امتصاص الجلوكوز في الأمعاء وبالتالي تقليل مستويات السكر والإنسولين في الدم.
  • تحسين حساسية الأنسولين: أن تناول الحمص يساهم في تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يسهم في تنظيم مستوى السكر في الدم.
    حيث يحتوي الحمص على نوع من الألياف القابلة للذوبان يسمى الرافينوز، وهو نوع من السكريات التي تتحلل بواسطة البكتيريا المعوية، مما يؤدي إلى إنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة، وهي مواد تساعد على تحسين حساسية الخلايا للإنسولين وتقليل إفرازه.
  • مصدر ممتاز للبروتين والألياف: يحتوي الحمص على نسبة عالية من البروتينات والألياف، وهما عنصران مهمان في تحسين تنظيم السكر في الدم والوقاية من ارتفاع السكر.
  • منخفض المؤشر الجلايسمي: يُعد الحمص ذو مؤشر جلايسمي منخفض، مما يعني أنه لا يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة كبيرة، وبالتالي يمكن أن يكون مفيدا لمرضى السكر.
  • تقليل مخاطر الأمراض القلبية: تناول الحمص يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وهي من المخاطر المرتبطة بمرض السكر.

دراسات علمية تثبت فوائد الحمص لمرضى السكر؟

أظهرت العديد من الدراسات العلمية فوائد الحمص لمرضى السكري. ففي دراسة نُشرت في مجلة Diabetes Care عام 2012، شارك فيها 121 شخصا مصابا بالسكري من النوع الثاني، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة تناولت الحمص كجزء من وجبة الإفطار، ومجموعة تناولت خبز القمح الكامل بدلا من الحمص. وبعد ستة أسابيع، تم قياس مستويات السكر والإنسولين والكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم للمشاركين. وأظهرت النتائج أن مجموعة الحمص كانت أفضل من مجموعة الخبز في تحسين مستويات السكر والإنسولين والدهون الثلاثية في الدم، ولم يكن هناك فرق مهم في مستويات الكوليسترول بين المجموعتين. واستنتج الباحثون أن تناول الحمص كجزء من وجبة الإفطار يمكن أن يساعد في ضبط مستويات السكر في الدم لمرضى السكري من النوع الثاني.
وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة Nutrition and Diabetes عام 2016، شارك فيها 45 شخصا مصابا بالسكري من النوع الثاني، تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تناولت الحمص مع الأرز الأبيض، ومجموعة تناولت الحمص مع الأرز البني، ومجموعة تناولت العدس مع الأرز الأبيض. وبعد ساعتين من تناول الوجبة، تم قياس مستويات السكر والإنسولين والغريلين والببتيد المشابه للغلوكاغون-1 في الدم للمشاركين. وأظهرت النتائج أن مجموعة الحمص مع الأرز الأبيض كانت أفضل من مجموعة العدس مع الأرز الأبيض في تقليل مستويات السكر والإنسولين والغريلين في الدم، وزيادة مستويات الببتيد المشابه للغلوكاغون-1 في الدم. واستنتج الباحثون أن تناول الحمص مع الأرز الأبيض يمكن أن يحسن من استجابة الهرمونات المعوية المنظمة للشبع والجوع والسكر في الدم لمرضى السكري من النوع الثاني.
وفي دراسة ثالثة نُشرت في مجلة Clinical Nutrition عام 2018، شارك فيها 60 شخصا مصابا بالسكري من النوع الثاني، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة تناولت الحمص مع الخبز الأبيض، ومجموعة تناولت الخبز الأبيض بدون الحمص. وبعد ساعتين من تناول الوجبة، تم قياس مستويات السكر والإنسولين والأدونيبونكتين والماركرات الالتهابية في الدم للمشاركين. وأظهرت النتائج أن مجموعة الحمص مع الخبز الأبيض كانت أفضل من مجموعة الخبز الأبيض بدون الحمص في تقليل مستويات السكر والإنسولين والماركرات الالتهابية في الدم، وزيادة مستويات الأدونيبونكتين في الدم. واستنتج الباحثون أن تناول الحمص مع الخبز الأبيض يمكن أن يحسن من التهاب الأنسجة الدهنية والحساسية للإنسولين لمرضى السكري من النوع الثاني.

ما هي كمية الحمص الموصى بتناولها لمرضى السكري يوميا؟

لا يوجد رقم محدد يمكن تطبيقه على الجميع بخصوص كمية تناول الحمص اليومية لمريض السكري. ولكن بشكل عام، الجمعية الأمريكية للقلب توصي بتناول حوالي 3 أكواب من البقوليات في الأسبوع كجزء من نمط غذائي صحي. هذه الكمية تشمل الفاصوليا، العدس، الحمص، البازيلاء، والفول. لذلك يمكن القول ان تناول نصف كوب من الحمص (45 الى 55 غم) يوميا يعتبر مناسبا جدا.

ما هي أضرار الحمص لمرضى السكر؟

من اهم اضرار الحمص على مرضى السكر هي:

  • ارتفاع مستوى البوتاسيوم: يحتوي الحمص على كميات معتدلة من البوتاسيوم، والذي قد يكون مشكلة لبعض مرضى السكري إذا تناولوا كميات كبيرة، حيث يمكن أن يؤثر على وظائف الكلى.
  • ارتفاع نسبة الفوسفور: من اضرار الحمص لمرضى السكر هو ارتفاع نسبة الفسفور. حيث ان بعض أنواع الحمص قد تحتوي على نسبة مرتفعة من الفوسفور، وهو أمر يمكن أن يؤثر على صحة العظام لدى بعض مرضى السكري.
  • ارتفاع نسبة السعرات الحرارية والكربوهيدرات: بالرغم من فوائده الصحية، إلا أن الحمص يحتوي على نسبة معتدلة من السعرات الحرارية والكربوهيدرات، مما يتطلب تناوله بكميات معتدلة وتجنب تناول كميات كبيرة لتجنب زيادة مستوى السكر في الدم لمرضى.
  • التحسس أو الحساسية الغذائية: بعض الأشخاص قد يعانون من التحسس أو الحساسية تجاه الحمص، وهذا قد يزيد من مشاكل صحة الجهاز الهضمي لدى مرضى السكري.

ما هي افضل طريقة لتناول الحمص لمرضى السكري؟

  • الحمص كوجبة خفيفة أو سناك: تناول الحمص كوجبة خفيفة بجانب الخضار الطازجة أو كسناك مع الخبز الكامل يعتبر طريقة جيدة للاستمتاع به والاستفادة من فوائده الغذائية دون زيادة كمية السكر في الدم.
  • إضافته للسلطات أو الأطباق الجانبية: يمكن إضافة الحمص للسلطات أو الأطباق الجانبية كمصدر للبروتين والألياف، مما يساعد في تحقيق التوازن الغذائي وضبط مستوى السكر في الدم.
  • تحضيره كوجبة رئيسية: تحضير الحمص كوجبة رئيسية يمكن أن يكون خيارًا صحيًا لمريض السكري، مثل تحضيره كوجبة غداء أو عشاء مع الخضار أو الأرز البني لتوفير وجبة مغذية ومتوازنة.
  • استخدام الحمص في العديد من الوصفات: يمكن استخدام الحمص في تحضير العديد من الوصفات مثل الحمص بالطحينة، أو في صنع العجائن الصحية والحلويات بديلًا صحيًا لمرضى السكري.

ومع ذلك، يُنصح بالتدرج في تضمين البقوليات في النظام الغذائي، بدءًا بكميات صغيرة وزيادتها تدريجياً، حيث يمكن أن يكون تناول كميات كبيرة في البداية مسببًا لبعض المشاكل الهضمية. وينصح ايضل بتجنب الحمص المعلب الذي يحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم.

هل الحمص يزيد الوزن أم ينقصه؟ هل الحمص يسمن؟

تناول الحمص لوحده لا يعتبر عاملاً رئيسيًا في زيادة الوزن. فالحمص يحتوي على نسبة عالية من الألياف والبروتين ولكنه في نفس الوقت يحتوي على السعرات الحرارية. عوامل أخرى مثل كمية تناول الطعام بشكل عام ونوعية النظام الغذائي الكلي ومستوى النشاط البدني يمكن أن تكون لها تأثير كبير على زيادة الوزن. وبشكل عام، تناول الحمص كجزء من نظام غذائي متوازن يمكن أن يساهم في شعور الشبع وتوفير البروتينات والألياف دون زيادة كبيرة في الوزن. ولكن يجب أن يتم تناوله ضمن حدود الكميات المناسبة والمتوازنة ضمن النظام الغذائي العام.

وفي الختام، أن الحمص من الأطعمة الصحية والمفيدة لمرضى السكري، حيث يساعد في تنظيم مستويات السكر والإنسولين في الدم، وتحسين حساسية الخلايا للإنسولين، وتقليل خطر الإصابة بالمتلازمة الأيضية وأمراض القلب. واظهرت العديد من الدراسات العلمية التي أجريت على مرضى السكري من النوع الثاني فوائد الحمص في تحسين مؤشرات السكري. لذلك من الافضل اضافة الحمص الى النظام الغذائي اليومي لمرضى السكري مع مراعاة الكمية والتركيبة الغذائية للوجبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!